أَوَّلاً؛ إِنّ مُحاولات نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربية لتبييض وتحسينصورتهُ من جديدٍ سواء على الصّعيد الدّولي أو الإقليمي والدّاخلي، تأتي في ظلّ فشلهِالذّريع في كلّ سياساتهِ الاقليميّة خاصةً في المناطق السّاخنة مثل العراق وسورياواليمن والبحرين وغيرها، من جانبٍ، وبسبب ما يتعرَّض لهُ من حملةٍ دوليَّةٍ لتسميتهِ كمنبعٍأساسٍ للارهاب الذي يجتاح العالم وكحاضنةٍ رئيسيَّةٍ عشعشت وبيّضت وفقّست وترعرعتفيها كلّ جماعات العنف والارهاب لتنتشر بعد ذلك الى مختلف دوَل العالم بعد انقوِي عودها جرّاء فتاوى التّكفير التي يُصدرها فقهاء الحزب الوهابي حسب الطّلبخدمةً لأجنداتِ نظام (آل سَعود) من جانبٍ آخر!.
فهل ستنجح الرّياض بهذهِ المساعي؟!.
بالتأكيد كلّا، فالجرائم التي ارتكبها هذا النّظام والتي ترقى أَغلبها الى جرائم حربوجرائم ضدّ الانسانيّة، كما تذهب الى ذلك العديد من المنظّمات والهيئات الدّولية الرّسميةوغير الرّسمية، كهيئة الأُمم المتّحدة، عندما اعتبرت ان جرائمهُ ضدّ الاطفال في اليمنيُمكن ان توصف بجرائم حربٍ، لا يمكن التستّر عليها من الآن فصاعداً في ظلِّمتغيّرات دوليّة تصرُّ على تسمية نظام (آل سَعود) والحزب الوهابي كمنبعٍ مهمٍّومصدر إِلهام لكلّ التنظيمات الارهابيّة في العالم، كما أكّد على ذلك كلّ المتحدّثينفي جلسة الاستماع التي عُقدت مؤخّراً في الكونغرس الأميركي!.
امّا في الدّاخل فمن المستحيل ان يكونَ بامكانِ هذا النظام المُجرم البوليسي القَبَليالمُتخلِّف تحسين صورتهِ عند الرّاي العام في البلاد، فالنّظام الذي يُحيل إِمرأة تماعتقالها بتهمة سياقة السيّارة الى المحاكم المختصّة بقضايا الارهاب! وانّ النّظام الذييحكم على مواطنٍ بالسّجن لمدّة (٥) سنوات بسبب تغريدةٍ من عدّة كلمات نشرهافي صفحتهِ في تويتر تساءل فيها عن نتيجة الحرب الدّائرة منذ أكثر من عامٍ فياليمن والتي راح ضحيّتها لحدِّ الآن عشرات الالاف من الضّحايا وتم بسببِها تدمير كلّأسباب الحياة والبُنى التحتيّة للبلَد، وانّ النّظام الذي لازال يقمع الحريّات الاساسيّةللمواطنين ويعدم ويعتقل ويُطارد الأحرار لأتفهِ الاسباب، وكل ذلك مع سَبق الإصرار!كيف يمكنهُ ان يقنع شعبهُ بتغيير الصّورة النمطيّة المعروف بها بعدّة مقالاتيكتبها منافقون من حمَلة الاقلام المأجورة وبرامج تلفزيونية وشعارات برّاقة خبرَهاالمجتمع فلم يجد فيها أكثر من خُداعٍ وتضليلٍ يمارسهُ النّظام مع شعبهِ كلّما مرّبأَزمةٍ دوليَّةٍ او إقليميّةٍ او داخليّةٍ؟!.
انّ كلَّ مياهِ المحيطاتِ في العالم لا تُطهّر نظام (آل سَعود) والحزب الوهابي مندنس الارهاب والجرائم البشِعة التي ارتكبها!.
ثانياً؛ هذه المرَّة فانّ الأزمة المتصاعدة بين واشنطن والرياض ليست عابرةً ابداً،فهي تختلف جذريّاً عمّا كنّا نشهدهُ من أزمات بينهما فيما سبق!.
في المرّات السّابقة كانت الازمات سياسيّة بين الادارة والعائلة الحاكمة فيالرّياض، سطحيّة وعابِرة، إِمّا بسبب خلاف على تفاصيل أَجندة سياسيّة معيّنة تخصُّملفٍّ من الملفّات السّاخنة او بسبب ذكر وزارة الخارجيّة الاميركيّة للرّياض فيتقريرها السّنوي عن حالةِ حقوق الانسان كأحدِ الأنظمة السّياسية في المنطقة التيتُمارس قمع الحريّات الاساسيّة ضدّ الشعب! او ما الى ذلك، ولذلك كانت العاصمتانتُسارعان لاحتواءِ الأزمة في كلّ مرّةٍ بما يحفظ التّحالف الاستراتيجي التقليديبينهما! امّا الأزمة الحاليّة فهي ليست عابرة ابداً كما انّها ليست سياسيّة، فبعد انصوّت مجلس النوّاب الأميركي على التّشريع الجديد تكون كلّ الجسور الواصلة بينالعاصمتَين قد تحطّمت تقريباً، عندما نقل التّشريع ملفّ العلاقة الى أَروقة المحاكموالقضاء الأميركي الذي سينظر بالدّعاوى القضائيّة التي سترفعها أُسَر ضحايا هجماتأيلول عام ٢٠٠١ ضدّ نظام (آل سَعود) والتي ستجرُّ للكشفِ عن الكثير من التّفاصيلوالأسرار التي ظلّت الإدارات الاميركيّة المتعاقبة تتستّر عليها بذريعة حماية الأمنالقومي عندما باعت دماء ضحايا الهجمات المذكورة ومعاناة أُسرِهم مقابل رشاوى منالبترودولار ظلّت الرّياض توزّعها لإسكات الأصوات الدّاعية الى الكشفِ عن الصّفحاتالسريّة الـ (٢٨) من التّقرير الخاصّ!.
ثالثاً؛ انّ نوعيّة ردّ فعل الرّئيس أوباما على التّشريع الجديد، يُكذِّب قولهُ بانّالصّفحات السرّيّة التي تمّ الكشف عنها مؤخراً بقرارٍ من مجلس الشّيوخ الأميركي لاتُدين الرّياض والأُسرة الحاكمة بشكلٍ مباشر! كما انّ حرص الإدارات المتعاقبة علىالتستّر عليها مدة (١٢) عاماً كذلك يُكذّب ما يقولهُ! فضلاً عن انّ ردّ الفعل المتهوّر الذيأبدتهُ الرّياض إِزاء التّشريع الجديد و (تهديداتها) للولايات المتّحدة الاميركيّة اذا ما أَصبحالتّشريعُ ساري المفعول بعدَ ان يطوي كلّ المراحل الدستوريّة الّلازمة! هو الآخر دليلٌعلى انّ هذه الصّفحات فيها من الادانة المباشرة للأُسرة الحاكمة في الرّياض بتورّطهافي هجمات أيلول، بما يكفي لمحاكمتها وملاحقتها، فضلاً عن تورّطها بكلّالارهاب الذي يضرب في المنطقة والعالم!.
وكلّي أملٌ في ان تُشمِّر كلّ الشّعوب التي عانت من إِرهاب نظام القبيلة الفاسد،وتحديداً العراق وسوريا واليمن والبحرين ومصر وليبيا وعدد من الشّعوب الافريقيّة، عنسواعدِها للضّغط على برلماناتِها وأَجهزتها القضائيّة لتشريع كلُّ ما من شأنهِ انيُساهم في ملاحقةِ نظام (آل سَعود) والحزب الوهابي في المحاكم الدّولية وغيرالدّولية، لينالَ هذا النّظام الفاسد والإرهابي جزاءهُ العادل جرّاء ما اقترفهُ من جرائمَ بَشِعةٍ
مقالات اخرى للكاتب